كنا مجبرون بأن نوسع مدارك أحلامنا تجاه الحضور الإفريقي عبر مناكب جوهانسبيرغ العالم وكنا نسابق الزمن ونحن ندون نتاج إفريقيا المونديالي وكنا نختلف كثيرا" حول الأسلوب الإفريقي الذي قد يغلف مونديال الكون جمالا" وكنا .. وكنا .. سأترك الفراغ للتاريخ .. !!
كنا قد ذكرنا أن مشاهد إفريقيا موندياليا" سيزخرفها المجد ويلونها الفرح ويرسمها الجمال وكنا قد ذكرنا أن أنثى الكون قد يطيب لها المقام في إفريقيا السمراء لأربع سنون قادمة ولأن المجال قد يتسع أكثر لدروغبا وصامويل إيتو وإيسيان ولأن الكون يدرك أن الكرة قد تغير تاريخها في هذه القارة ..
بنيت من الأحلام ما يكفي لأن يقود دروغبا الكوت ديفوار أدوار عليا من البطولة وكتبت من الآمال مايكفي لأن نشاهد النجوم السمراء (غانا) وهي تنهك جسد الألمان ورسمت من العبارات ما يكفي لأن توزع الكاميرون صور حضورها لكل من يعيش عبر حدود هذا الكون ولأنها مجرد أحلام فعلا" توسدناها حتى المونديال القادم .. !!
ودع من ودع في هذا المونديال ولم يعد هناك سوى بقايا غانا التي تنتظر رحلة العودة عبر حدود جوهانسبيرغ وإن كنت أدرك أنها لم تعد تقوى على الركض مجددا" لكن شرف وصولها للدور الثاني ربما أفضل من بعض منتخبات القارة التي إعتادت على شرف الوجود بين زخم الكبار فقط ..
أعتقد بأن مصر هي القارة بأكملها وهو المنتخب الذي جرد كل إفريقيا وسكن في صفحات المجد أولا" بوجود كل هذه المنتخبات التي توزعت في هذه التظاهرة الكونية ولأني لا زلت أذكر لو أن التاريخ شهد حضور هذا المنتخب الفاتن بجماله الكروي لكان لإفريقيا القارة مشهد آخر لا يذكر منه سوى مصر القارة .. !!
لن أسامح التاريخ ولن أعذر تضاريس الزمان والمكان الذي حرم مصر التواجد مع أسياد الكون ولأن المونديال هو الخاسر الأكبر أتمنى أن تعيد مصر كل الصور التي عشناها هنا لتكون مدخل عودة لمونديال البرازيل القادم وإن كنت آرى بأن مصر هو من قد يحفظ بقايا الجمال والحضور الإفريقي للقارة ..
يجب أن يدرك الجميع أن منتخب مصر ليس ملكا" للوطن مصر بل ملك لكل العرب وهو الحلم المنتظر لنا لأن يشاهد كل الكون عظمة مصر ولأن تكتب لاجازيتا الإيطالية في ذلك النهار عنوانا" يحمل إنها مصر ياسادة أو تنفرد ماركا الأسبانية بعنوان يخسر من يلعب مع مصر وحتى نلتقي هناك سأظل أتمنى وكل الأمنيات مشروعة .. !!
أيعقل أن تودع البافانا بافانا مبكرا" وهي من حرمت مصر التنظيم المونديالي وقد تكون قد صنعت من التاريخ عنوان عريض وفضيع ومعها فضيحة عندما ودعت ضيوفها مبكرا" وهو حدث بارز في تاريخ وصفحات هذا المونديال وكونها البلد الذي سبق الجميع وإنفرد بهذا الحدث الإستثنائي ..
ومضة قلمي ..
مصري يـ أسطورة .. علمهم فن الكورة ..
وعلى دروب الخير نلتقي ..